السبت، 24 مارس 2018

صحيفة أمريكية تكشف كواليس إنهاء الحرب السورية و"وصفة" لبنانيّة وهذا مصير الأسد

Share
الجمعة, 15 ديسمبر, 2017 - 13:11
بعنوان: "خطّة بوتين في سوريا، كيف تريد روسيا إنهاء الحرب"، نشرت مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية مقالاً لـديمتري ترينين، مدير مركز كارنيغي في موسكو والمحلل البارز في السياسة الخارجية الروسية.
وقال ترينين: "بعد حوالى 7 سنوات، بدأت وتيرة الحرب في سوريا تتراجع، وتنظر القوى المختلفة في الشرق الأوسط إلى ما هو آتٍ في المرحلة القادمة".
وذكّر الكاتب بأنّ رؤساء روسيا وإيران وتركيا اجتمعوا في 22 تشرين الثاني الماضي، في سوتشي للتباحث في مستقبل سوريا، وبعد 5 أيام انطلقت الجولة الأخيرة من المحادثات السورية في جنيف برعاية أممية، وتقرّرت جولة جديدة العام المقبل.
وأضاف: "من خلال التدخّل العسكري والمناورة الديبلوماسيّة جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلاده أحد أبرز اللاعبين في الصراع السوري. وبعد عامين من دخول قواته الى سوريا في أيلول 2015، تحقّقت النتائج المرجوة من نجاة النظام السوري الى تحقق هزيمة تنظيم الدولة الإسلاميّة". وتابع الكاتب أنّ الحرب لم تنتهِ بعد، إلا أنّه يزيد تسليط الضوء على تسوية سياسية لمستقبل سوريا.
ولفت ترينين الى أنّ روسيا لن تتمكّن من فرض تسوية لوحدها، أو فقط مع حلفائها من بينهم إيران وتركيا. ولكنّها ستنخرط في إتمام عملية السلام السوري، كما انخرطت في الحرب منذ البداية. وأوضح الكاتب أنّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يتصدّر القضايا على الطاولة في سوريا. فخلال الحرب، تطلّعت إليه موسكو كرئيس يستحق الإنقاذ من أجل تجنّب الفوضى. والآن بات يتصرّف على أنّه "المنتصر"، ويفكّر بأنّه لا يحتاج للروس الآن، ويسعى الى سيطرة حزب البعث مجددًا".
وذكّر الكاتب بالطريقة التي ينظر فيها الأسد إلى المعارضة، موضحًا أنّ الكرملين يدرك أنّ سيطرة الأسد على كلّ سوريا أمر مستحيل، خصوصًا وأنّ الجماعات الأخرى، من المعارضة السنيّة إلى الأكراد، يرفضون هذا بشدّة. ولفت الكاتب إلى أنّ الأسد قد يبقى في السلطة بدمشق، ولكنّ الجدير ذكره أنّ الوضع السياسي في سوريا تبدّل كثيرًا، ولن يعود كما كان.
وتابع: "حتّى لو لم يحصل تقسيم بشكل رسمي، إلا أنّ سوريا قُسّمت في الواقع الى مناطق عدّة تتقاسم السيطرة عليها الحكومة السورية، المعارضة، المجموعات المؤيدة لتركيا، المجموعات المؤيدة لإيران والأكراد"، وشدّد الكاتب على أنّ الأسد يرفض فكرة مشاركة السلطة.
وبالنسبة للتسوية السياسية التي تعمل عليها موسكو لإنهاء الحرب، فالروس يعتبرون أنّ ترتيبًا مماثلاً لمشاركة السلطة في لبنان يُمكن أن يكون "وصفة الإستقرار" في سوريا. كذلك تُشدّد روسيا على وحدة الأراضي في سوريا، كما فعلت في العراق، كما قال الكاتب.
ولكن روسيا ليست القوة الخارجية الوحيدة في سوريا، ففيما دعمت موسكو الأسد من الجو، قاتلت إيران والمجموعات الحليفة لها على الأرض. وبعد انتهاء الحرب، تريد طهران الحفاظ على وجودها في سوريا، من أجل التأثير على مستقبل البلاد والبقاء على إتصال بحليفها الإقليمي "حزب الله".
وقال الكاتب إنّ روسيا تتفهّم مصالح إيران، من دون أن تشاركها بها، كذلك تتفهّم إسرائيل، وتسعى إلى التوازن بينهما. كما ترى روسيا أنّه مع تراجع الحرب، تلوح إعادة الإعمار في الأفق، وستتسارع خطوات دول مثل الصين، أوروبا واليابان الى سوريا. كما ستعمل موسكو على مشاركة هذه الدول لكي تضمن مكاسب الإعمار الذي سيتم تمويله من قبل واهبين دوليين.
وختامًا، ومن أجل الحفاظ على وجودها العسكري والسياسي، ستبقى القاعدتان العسكريتان الروسيتان في سوريا وسيستمرّ اعتماد الجيش السوري على الروس بالأسلحة والتجهيزات، كما سيستمرّ خبراء عسكريون روس بتقديم الإستشارات وتدريب القوات السورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحباً سوف نرد على رسالتك في أقرب وقت
Ashraf Heikal

disqus

اعلن هنا

Professionally web design

Translate