الثلاثاء، 13 مارس 2018

البيوت أسرار ...العودة للصغر

البيوت أسرار

حجم الخط  | 

صورة 1 من 2 

العودة إلى الصفر
اعترف بأنني إنسان متناقض، وأيضاً فاشل في الدراسة، أعدت الثانوية مرتين، ثم نجحت بنسبة قليلة جداً، ولم أجد كلية أو جامعة تقبلني، فعملت في القطاع الخاص، في البداية عملت بائعاً في محال راقية لبيع العطور والساعات، وقد تميزت بوسامتي وقدرتي على كسب الزبائن، ولكن ذلك العمل لم يكن متوافقاً مع رغباتي، فتركته وعملت في بنك.
منذ طفولتي كانت مشكلتي الكبرى هي كرهي الشديد للفقر، وحبي اللامحدود للغنى وللمظاهر، كنت دائماً أتذمر من طريقة عيشنا، ومن فقر أبي، ومن شكل بيتنا، وكانت طريقتي الوحيدة لمحاربة هذا الواقع هي الترفع على الجميع والعيش في عالم خيالي كنت أرسمه لنفسي وهو مليء بالكذب، ولكني كنت أصدق نفسي بشكل كامل، ولا يهمني إن جميع زملائي يعرفون حقيقتي، لان معظمهم من المعارف والجيران، فصاروا ينعتوني بالكذاب أو (الخقاق العود)، وأنا لا أكترث لهم، ولا أفكر أبداً بمصاحبة الفقراء منهم، أما الأولاد الأغنياء فقد كنت حريصاً كل الحرص على كسب صداقتهم مهما كلفني ذلك من الضغوط المادية والنفسية، كنت أحاول تقليدهم في كل صغيرة وكبيرة حتى لا أبدو مختلفاً عنهم.
كبرت وكبرت معي هذه الخصال، فكنت دائماً أظهر بمظاهر الأغنياء، وكان ذلك يشكل عبئاً كبيراً على أهلي الذين حملوا أنفسهم فوق الطاقة لإرضائي ولكنني لم أرضَ عنهم أبداً، فبمجرد أن وجدت عملاً لنفسي هجرت عائلتي ولم أعد أفكر فيهم، صرت أتهرب من جميع المعارف والأصحاب لأنهم يذكرونني بفقري وفشلي الدراسي.
حلم ناقص
لم يستطع راتبي البسيط تحقيق ما أريده لنفسي، فكنت مضطراً لحرمان نفسي من الذهاب للمطاعم والسينما، وكل ما أستطيعه هو التمشي بالسيارة والاكتفاء بالسندويشات لسد جوعي. كنت أشعر بفراغ كبير حتى ظهرت تلك المرأة في حياتي.
تعرفت عليها من خلال عملي، امرأة ثرية متزوجة ولكنها من النوع الذي يهوى العبث، كان هذا واضحاً من مظهرها، استغربت عملي في ذلك المحل وأخبرتني بأنها ستساعدني في الحصول على عمل في مكان أفضل. ولم يمر يومان حتى اتصلت بي لتخبرني بأنها وجدت لي وظيفة في بنك.
تضاعف راتبي وتحسن وضعي المادي قليلاً، واستمرت علاقتي بتلك المرأة، شيئاً فشيئاً صارحتني بحبها وتعلقها بي، فاعتبرت نفسي محظوظاً بحصولي على مثل هذا الكنز الثمين، فقد استأجرت شقة فخمة لسكني وأثثتها بأثاث فاخر، واشترت لي سيارة ما كنت أحلم بامتلاك واحدة مثلها، بالإضافة للهدايا القيمة التي كانت تخترع المناسبات لتقدمها لي، وخصصت لي خادمة، فضلاً عن الجدول الحافل الذي أعدته للذهاب إلى أماكن المتعة والترفيه والسهر، وفوق ذلك كله كانت تملأ جيبي باستمرار حتى شعرت بعدم حاجتي للعمل فتركت عملي وتفرغت لها تفرغاً كاملاً.
عرفت بأن هذه المرأة تعيش لنفسها وتتمتع بأموال زوجها الذي يسافر وراء صفقاته التجارية باستمرار، فلا تكاد تراه إلا في أوقات بسيطة خلال الشهر. اعتقدت وقتها أنني إنسان محظوظ وأنني أسعد الناس بكل ما حصلت عليه، وكان المال هو هدفي الوحيد في الحياة وقد وجدته أمامي بلا أي جهد أو عناء فما أسعدني بهذا الكنز، كل شيء كان جميلاً ورائعاً في حياتي حتى ذلك اليوم.
كنز جديد
كانت صديقتي مشغولة بزوجها الذي عاد من سفره وكان مريضاً بعض الشيء، وقد قرر البقاء في البيت لعدة أيام لغرض الراحة. شعرت بالملل، فقررت أن أتمشى قليلاً، فقادتني قدماي إلى أحد معارض الفنون التشكيلية، لا أدري لم اخترت الذهاب إلى هناك مع أني قد نسيت هوايتي في الرسم بعد أن أخذتني الحياة.
في المعرض شاهدتها، فتاة هادئة لطيفة تعرض لوحاتها المميزة، تتحدث بثقة عن أعمالها، لا أدري لماذا شدتني، تحدثت معها، سألتها عن معاني تلك اللوحات، كانت تجيبني بحماس وحيوية، شعرت بأنني أعرفها منذ زمن طويل، وأنها نصفي الآخر الذي يكملني، ثلاثة أيام وأنا حريص على الحضور للمعرض، أملأ عيني برؤيتها، اشتريت معظم اللوحات، ليس فقط لأنني أردت التواصل معها بأي شكل، ولكن لأنني شعرت بالانتماء لتلك اللوحات، وكأنني أنا الذي رسمها.
انتهى المعرض وقد اعتقدت بأنني سأتواصل مع تلك الإنسانة بعد ان أعطتني رقم هاتفها، عدت لبيتي وأنا أشعر بفرح غامر، أجدها أمامي في كل مكان فأبتسم بسعادة وأحاول أن أخبئها في أعماقي كي لا تشعر الأخرى بما حدث لي.
اتصلت بها عدة مرات فلم ترد علي، أرسلت لها مسجات ادعوها لمناقشة موضوع مهم ولكنها لم ترد. استغربت، كيف يمكن أن يكون تأثيرها علي قوياً لهذه الدرجة، دون أن يكون لديها أي شعور نحوي؟
سألت عنها فلم ألقَ الإجابة. ندمت لأنني لم آخذ عنوانها أو أية معلومات عنها. بعد أن يئست من اتصالها قررت نسيانها، فلربما كنت مجرد عابر سبيل بالنسبة لها. لكنني تغيرت، شيء ما بداخلي قد تبدل، لم أعد كما أنا.
رياح التغيير
عدت لحياتي السابقة وكأنني إنسان جديد، فقدت لهفتي، فقدت رغبتي في البقاء مع صديقتي طوال الوقت، ثم بدأت أضيق بها وبسجنها وبعبوديتي لها، شعرت هي بالتغيير وبدلاً من أن تتركني لحالي صارت تشد وتضيق علي الخناق، ثم صارت تعايرني بإنفاقها علي وأنني مجرد إنسان فاشل تافه ولا أساوي شيئاً بدونها، كانت محقة، فماذا سأفعل إن سحبت هي البساط من تحتي؟
تصاغرت مرة أخرى وعدت من جديد وأنا أمثل دور العاشق الولهان، لأنني لم استطع أن أكون عاشقاً حقيقياً، وصرت أبحث عن الأخرى بحثاً متواصلاً، أتابع الصحف والمجلات، واسأل عن أنشطتها حتى يئست من العثور عليها وكأنها لم تكن موجودة. بعد ان يئست منها تماماً وبشكل غير متوقع اتصلت، اعتذرت عن عدم ردها لأنها كانت مسافرة، ثم سألتني عن الأمر الهام الذي أريدها من أجله، فطلبت منها أن نلتقي، وبعد تردد وافقت على اللقاء.
جلست أمامها كتلميذ صغير، فرح وسعيد، وهي تنظر إلي باستغراب، سألتني: ماذا تريد مني؟ قلت لها: أريدك. احمرت خجلاً وقالت: لست عابثة. قلت لها: والله لا أعبث. أنا جاد. أريدك زوجة، فقالت: ولكني لا أعرفك، من أي عائلة أنت؟ ماذا تعمل؟ من أين لك كل مظاهر العز التي تبدو عليك؟
بدأت بسرد الأكاذيب التي كنت أتقنها منذ طفولتي، تحدثت عن دراستي الجامعية التي أظهرت تفوقاً فيها، والبذخ الذي أعيشه مع أسرتي، فوالدي رجل ثري جداً ولكنه بعد أن توفيت والدتي تزوج من فتاة صغيرة وخبيثه استطاعت إقناعه بالتخلي عن أولاده. بالطبع كنت أشعر بالمرارة لأنني لا أستطيع إخبارها بالحقيقة.
شعرت بأنها لم تكترث لمسألة الغنى والفقر وبدأت تسألني عن طموحاتي وأفكاري، وما هي فاعليتي لخدمة مجتمعي، ثم سألتني عن علاقتي بربي، فجفلت لماذا كل هذا التدقيق؟ حاولت أن أغير مجرى الحديث، فطلبت منها أن تحدثني عن نفسها، فراحت تحدثني بأشياء شعرت بأنني أعرفها منذ زمن بعيد، هي من أسرة فقيرة كأسرتي، ولكن أفكارها مختلفة عني تماماً، لم تتنكر لفقرها، بل جعلت منه حافزاً لدفعها نحو الأفضل، إنسانة واقعية عملية لا تخاف نظرة الناس للفقراء ولا تخشى إلا ربها. تحب أن تعتمد على نفسها، وتريد مساعدة أهلها وأن ترد لهم جميلهم لأنهم ربوها وأحبوها، تعمل موظفة وتدرس في الجامعة وتعتني بموهبتها في الرسم لتحقق شيئاً لمجتمعها.
''ياه''... كل هذه الإنجازات تحققها فتاة ضعيفة ورقيقة مثل هذه! وأنا الشاب القوي ماذا حققت؟ وكيف أعيش؟ وأي ذل ألقيت نفسي فيه من أجل المظاهر! ماذا سأفعل؟ هل أصارحها بواقعي التعيس؟ هل أنسحب من هذا كله وأعود لحياتي؟ كنت حائراً أفكر ولا أعرف كيف أتصرف.
انتهى اللقاء دون تحديد موعد جديد، وكأنها تركت لي خيار التصرف الرسمي، فقررت أن أنسى الموضوع كله وأن أعود لحياتي.
العودة
شعرت صديقتي بالتغيير الذي طرأ على نفسيتي، فصارت تشدد علي الخناق من جديد، حاولت أن أثور عليها وعلى العبودية والخضوع والذل الذي وصلت إليه، فأخذت تعايرني من جديد بفشلي، أفقت وعرفت أية مصيبة وضعت نفسي فيها.
بعد أن صرت خادماً أسيراً لهذه المرأة، صارت تهددني بقطع المساعدات وأخذ السيارة وعدم دفع إيجار الشقة. أدركت عندها بأنني مجرد إنسان فاشل مصاب بهوس المال، ولا حيلة لي في حياتي.
للأسف، لم أتخذ أنا القرار بهجرها ولكنها كانت هي صاحبة القرار، حيث أفقت يوماً بعد أن انقطعت عني لفترة، لأجد أصحاب البناية يطالبونني بالإيجار، فقررت ترك الشقة، وقد بحثت عن مفتاح السيارة فلم أجده، فعرفت بأنها أخذت السيارة، وليس ذلك فقط، وإنما أخذت كل الهدايا الثمينة التي أهدتها لي، واستولت على كل ما موجود في المحفظة ولم تترك لي درهماً واحداً.
خرجت من الشقة بملابس كما دخلتها أول مرة، استأجرت سيارة أجرة أقلتني إلى بيت أهلي، كنت خجلاً من مواجهتهم، وكنت خجلاً جداً لأنني طلبت منهم دفع أجرة التاكسي، ولكني فوجئت بترحيبهم بي وبفرحهم الشديد بعودتي.
تغيرت، وصرت إنساناً آخر، استغفرت ربي على كل أخطائي وعبثي وعدت لإنسانيتي مرة أخرى. وجدت عملاً مناسباً ودخلت إحدى الجامعات الخاصة وعدت للرسم من جديد.
بعد ثلاثة أعوام وجدتها، تلك الفتاة الرائعة التي كان لها الفضل في تغيير حياتي، استحييت منها ولكنها قابلتني بالترحيب والبساطة، حكيت لها حكايتي فابتسمت وقالت: أنا بانتظار موقفك الرسمي.
سعدت سعادة كبيرة، وقررت الاقتران بهذه الفتاة الرائعة.
من دفاتر الخادمات الموقف الصعب
لا استطيع أن أنسى ذلك الموقف المحرج الذي تعرضت له، ليس لأنني اتهمت بالسرقة ظلماً، وإنما لأنني تعرضت للإحراج أمام عدد كبير من الناس، يا له من موقف محرج يصعب علي نسيانه.
أقامت سيدتي احتفالاً بمناسبة تخرج ابنتها الكبرى من الجامعة، دعت إليه عدداً كبيراً من القريبات والصديقات وقد استغرق الإعداد لتلك الحفلة ثلاثة أيام متتالية قمنا أنا وهي بتحضير المحاشي والتبولة وورق العنب والفطائر والكبب، وكل ما لذ وطاب من المشاوي والحلويات.
كان الحفل رائعاً، الكل سعيد وفرحان، وأنا أركض هنا وهناك، أقدم العصائر وأوزع الحلويات والشاي والقهوة، كنت سعيدة جداً لأن الجميع كان يمتدح ذوق السيدة في إعداد الطعام وهم يغمزون نحوي، فهن في قرارة أنفسهن يدركن طبيعة الدور الفعال الذي ألعبه في عملية الطهي، فجأة وبشكل غير متوقع حدث شيء جعل الجو العام للحفل يتغير، بعد أن ساد جو من التوتر والإحراج.
كان سيدي قد قدم لابنته خاتماً رائعاً من الألماس بمناسبة تخرجها، وكانت البنت فرحة وسعيدة بذلك الخاتم، وقد عرضته على كل الموجودات، فتناقلته الأيدي وقلبته بإعجاب واضح، ثم نسي أمر ذلك الخاتم بعد أن قامت إحدى المدعوات، وهي صديقة للبنت، بإلقاء قصيدة الفتها من أجل صديقتها الحميمة، الكل كان متحمساً لكلمات القصيدة، حيث كان التصفيق يعلو مع كل نهاية أحد الأبيات، ثم تقدمت إحدى البنات وألقت نشيداً جميلاً بصوتها العذب الذي أطرب الجميع وأضاف جواً من العذوبة للحفل.
بعد مدة بسيطة تذكرت البنت خاتمها وسألت عنه، فإذا به قد اختفى، لا أحد يعرف أين ذهب، ساد التوتر، وتبادل الجميع النظرات الحائرة، وبدأ الضيق والقلق بالارتسام على الوجوه، ثم انطلقت التساؤلات والتفسيرات المختلفة، إنه أمر غاية في الإحراج، فكل واحدة منهن كانت تريد إبعاد الشبهة عن نفسها بأي بشكل، وكما توقعت فإن النظرات كلها توجهت في النهاية نحوي، شعرت بأن تلك النظرات تحمل اتهاماً واضحاً وصريحاً، فمن يمكنه أن يمد يده ليسرق ذلك الخاتم سواي؟ شعرت بالارتباك، دارت الهمسات بين الموجودات وكانت الأنظار تلاحقني أينما تحركت، كنت أتصبب عرقاً، خصوصاً عندما أرتفع صوت إحدى السيدات قائلة: اعتقد بأن الخادمة هي التي أخذت الخاتم.. استغلت انشغال الجميع فسحبته بخفة.. فتشوها، بالتأكيد ستجدونه في ثيابها.
- كلا.. لم أفعل.. صرخت مذعورة.. كنت على وشك الانهيار، فالموقف صعب خصوصاً أن العيون متركزة نحوي، أنكرت بإصرار شديد، رفضت أن تمتد أياديهن لتفتيشي، ثم صرت أبكي، فما كان من سيدتي إلا أن خففت الموقف قائلة: لا داعي للقلق فلربما قد وضعناه في مكان ما، وسنجده بكل تأكيد.
ثم صارت تدافع عني لتبعد عيون الشك التي كانت تلاحقني، ثم أمرتني بتنظيف الطاولة لتشتيت الموضوع.
قمت برفع إحدى الصواني فظهر الخاتم، فصرخت بفرح: ها هو الخاتم.. إنه تحت الصينية، ارتفعت صيحات الفرح، وبدأ الارتياح يسود الجميع بعد أن حلت المشكلة بظهور الخاتم، ولكني لم استطع نسيان الموقف ولم استطع إيقاف دموعي، وأنا أنظر لتلك السيدة التي قامت باتهامي بلا تردد ودون أن تكون متأكدة من أنني أنا التي أخذته.
انتهت الحفلة وقمت بتنظيف المكان أنا وسيدتي وبناتها، وما أن انتهيت من عملي حتى ذهبت إلى غرفتي وصرت أبكي بحرقة. يبدو أن سيدتي سمعت نحيبي فجاءت لتخفف عني خصوصاً عندما وجدتني في حالة سيئة، أخذتني معها إلى المطبخ وأمرتني بغسل وجهي، وصارت تكلمني وكأنني أبنتها لتهدئ من انفعالي وشعوري بالظلم، ثم غابت قليلاً وعادت وقد أحضرت معها ساعة جميلة قدمتها هدية لي، ففرحت بها، ثم طلبت مني أن أتناول قطعة كبيرة من الكيك كانت قد أخفتها من أجلي، أسعدني ذلك الاهتمام وتلك الإنسانية العذبة من سيدتي، وأدركت بأنني محظوظة مع هذه العائلة. في اليوم التالي سألتني أبنتها: لماذا رفضت التفتيش وأنت بريئة؟ فقلت لها: شعرت بالإهانة، ولم يكن موقفي بسيطاً أمام كل ذلك الحشد، فلماذا لم يتم توجيه الاتهام لأحد غيري؟ هل فقط لأنني خادمة؟ ثم لماذا أدعت تلك السيدة بأنني أنا من أخذته؟ كيف تجرؤ على اتهامي دون أن تكون متأكدة؟ لولا تدخل سيدتي في الوقت المناسب لكنت تصرفت مع تلك المرأة تصرفاً غير لائق، ولكن الحمدلله أن الأمور قد انتهت على خير. أجابتني الفتاة: فعلاً أحمد ربي لأن الحفلة قد انتهت على خير.
حواريات ضياع اللغة
* لماذا ترطن بلغة أجنبية؟ هل نسيت لغتك؟
** إنها لغة العصر، ألا تدرك ذلك؟
* ولكن لغتك هي لغة الفجر؟
**هل تمزح؟
* لا أمزح، ولكن الفجر يسبق العصر، ولغتنا هي لغة الحضارة والتطور.
** إنها اللغة التي تسود العالم الآن، ونحن لسنا أقل من غيرنا.
* لا بأس إن تعلمناها، ولا بأس إن أتقناها، ولكن البأس إن استبدلنا بها لغتنا الأصلية.
** تتوه مني بعض المفردات، فأجدها سهلة في اللغة الإنجليزية وفي المتناول دائماً.
*الصعوبة التي تتحدث عنها بسبب إهمالنا للقراءة وابتعادنا عن استخدام لغتنا الفصحى.
** ربما أنت محق.
* صرنا نتباهى عندما يتحدث أطفالنا الأجنبية ولا يعرفون شيئاً عن لغتهم.
* هذا لأنهم يدرسون في مدارس أجنبية، وقد يعتبر درس اللغة العربية ودرس الدين هامشياً فيها.
** أليست هي مسؤوليتنا التي سيحاسبنا الله عليها؟
* ولكن ابنتي الكبرى طردت من الجامعة لأنها رسبت في ''كورس'' اللغة، وقد ندمت لأنني لم أدخلها مدرسة أجنبية مثل باقي أخوتها.
** إنها مأساة حقيقية.
* المأساة الأكبر هي إنها لم تجد وظيفة بسبب عدم إتقانها اللغة.
* يا أخي استغرب كثيراً لمثل هذا الأمر!!
** ماذا تقصد؟
* أقصد إن الأجانب جاءوا إلى بلدنا ليعملوا ويكسبوا رزقهم، فهل نحن مضطرون لتعلم لغة يجيدونها أم العكس؟
**حقيقة لا أدري، ولكننا مضطرون.
* إنها والله مسؤولية سنحاسب عليها.
** لا تحملني المسؤولية لوحدي، وأنظر من حولك وسترى بأننا كلنا مسؤولون عن ضياع اللغة.
* ماذا تقصد؟
** لقد تعودت كلما حاصرني الازدحام المروري أن أتسلى بقراءة عناوين بعض المحلات، كتبت بعضها على ورقة.
* أسمعني بعض ما كتبت.
** محلات شنو تجارت، شركة شبحاتو، مطعم شيناي، بقالة نيش لال وايد، ملحمة بنتران... هل تريد المزيد؟
* كلا، هذا يكفي، أرجوك، أنت محق وكلنا مسؤولون.
                                   ***************************en**********************
Houses Secrets


Return to zero

I did not find a college or university that accepted me. I worked in the private sector. Initially, I worked as a salesman in high-end shops selling perfumes and watches, and I was characterized by my ability to win customers , But that work was not compatible with my wishes, leaving him and worked in a bank.

From my childhood, my biggest problem was my extreme hunger for poverty and my unlimited love for wealth and appearances. I was always complaining about our way of life, my father's poverty, and the shape of our home. My only way to fight this reality was to live up to everyone and live in a fantasy world , But I fully believed myself, and I do not care that all my colleagues know my truth, because most of them are acquaintances and neighbors, so they called me liars or (rudeness oud), and I do not care about them, nor do I ever think of accompanying poor people. Be careful to earn their friendship no matter how much pressure from me Congenital and psychological, I was trying to imitate them in every nook and cranny so it does not look different from them.



I grew up and grew up with these qualities, I always showed the rich, and it was a great burden on my parents who carried themselves over the energy to satisfy me but I never land them, once I found work for myself abandoned my family and I no longer think of them, They remind me of my lack of education.
A dream is incomplete

My simple salary could not achieve what I wanted for myself. I had to deprive myself of going to restaurants and movies, and all I could do was walk by car and make do with sandwiches to fill my stomach. I felt so empty that this woman appeared in my life.

I got to know her through my work, a rich married woman, but she was the kind of person who liked to play. This was obvious from her appearance. I was amazed at my work in that shop and she told me she would help me get a better job. It did not take me two days to call me to tell me she found me a job at a bank.

I was lucky to have such a precious treasure. I rented a luxury apartment for my apartment, furnished it with luxury furniture, and bought me a car. I dreamed of owning one, like gifts. The value that she invented the events to offer me, and dedicated to me a maid, as well as the table full of prepared to go to places of fun and entertainment and vigilance, and above all was filling my pocket constantly until I felt I did not need to work and left my work and discharged completely.



I knew that this woman lives for herself and enjoys the money of her husband, who travels behind his business deals constantly, rarely see it except in simple times during the month. I thought then that I was a lucky person and that I was the happiest of all people. Money was my only goal in life and I found it without any effort or effort.
A new treasure

My friend was busy with her husband who returned from his journey and was a little ill and decided to stay home for several days for the purpose of rest. I was bored, so I decided to walk a bit, and my foot led me to one of the plastic art exhibitions. I do not know why I chose to go there although I forgot my hobby in drawing after life took me.

I asked her about the meanings of those paintings. She responded with enthusiasm and vitality. I felt that I had known her for a long time. I was eager to attend the exhibition, filling my eyes with seeing it. I bought most of the paintings, not only because I wanted to communicate with them in any way, but because I felt like belonging to those paintings, like I was the one who painted them.

The show ended and I thought I would communicate with that person after she gave me her phone number. I went back to my house and I felt very happy. I found it everywhere. I smiled happily and tried to hide it in my depths so that the other would not feel what had happened to me.

I called her several times and she did not answer me. I sent her mugs to invite her to discuss an important topic but she did not respond. I was surprised, how could her influence be so strong, without any grammatical feeling?

I asked about her and I did not answer. I regretted not taking her address or any information about her. After she lost touch, I decided to forget her. Perhaps I was just a passerby for her. But I have changed, something inside me has changed, not as I am.

Winds of Change

I went back to my previous life as if I were a new person. I lost my love. I lost my desire to stay with my friend all the time, and then I started to narrow her down and imprison her and my bond. I felt she was changing. Instead of leaving me, she became tight and tight on my neck. I would not do anything without it, it was right, what would I do if I pulled the rug from under me?

I turned back and came back again, playing the role of the Elhanan lover, because I could not be a true lover. I searched for the others in constant search, followed the newspapers and magazines, and asked about her activities so that I could not find them. After I completely despaired of her and unexpectedly called, apologized for not answering because she was traveling, then asked me about the important thing I wanted for him, I asked her to meet, and after hesitation agreed to meet.

I sat in front of her as a small student, happy and happy, looking at me in surprise, she asked me: What do you want from me? I told her: I want you. She blushed shyly and said: I'm not mad. I said to her: God does not mess. I am serious. I want you wife, she said: But I do not know you, which family you? what do you work? Where do you get all the looks you look like?
I started telling the lies I had mastered since I was a child. I talked about my university studies, which showed superiority, and the extravagance I live with my family. My father is a very rich man but after my mother died, he married a small and malignant girl who persuaded him to give up his children. Of course I was bitter because I could not tell her the truth.

I felt that she did not care about the issue of wealth and poverty and began asking me about my ambitions and thoughts, and what is my effectiveness to serve my community, and then asked me about my relationship with my son, why why all this scrutiny? I tried to change the course of the conversation. I asked her to talk to me about herself. She talked to me about things I felt I knew a long time ago. She is from a poor family like my family, but her thoughts are completely different from me. She did not deny her poverty, but made him an incentive to push her for the better. Do not be afraid to look people to the poor and fear only the Lord. She likes to depend on herself, and wants to help her family and respond to them beautiful because they raised and loved, working employee and study in the university and take care of talent in drawing to achieve something for its community.

"Yah" ... All these achievements are achieved by a weak and thin girl like this! I am a strong young man what did you achieve? How do I live? And any humiliation I threw in it for appearances! what should I do? Do I allow her to be unhappy? Will I withdraw from all this and go back to my life? I was thinking and I did not know how to act.

The meeting ended without setting a new date, as if it left me the option of official action, so I decided to forget the whole subject and go back to my life.

Back

My friend felt the change in my psyche, and she became more and more stressed on me. I tried to rebel against her and the servitude and submissiveness and humiliation she had endured, so she treated me again with my failure.

After I became a prisoner of this woman, she threatened to cut off the aid and take the car and not pay the apartment rent. I realized then that I was just a failed man with money craziness, and no trick in my life.

Unfortunately, I did not take the decision to abandon it, but it was the decision, where I woke up a day after I was interrupted for a while, to find the owners of the building demanding me rent, so I decided to leave the apartment, and I searched for the car key did not find him, I knew that she took the car, not only that, but I took all the precious gifts she gave me, took everything in my wallet and left me one dirham.

I got out of the apartment in clothes as I first entered. I hired a taxi to take me to my parents' house. I was ashamed to face them. I was very shy because I asked them to pay the taxi fare. But I was surprised by their welcome and my joy at my return.

Changed, and I became another person, I begged my Lord for all my mistakes and my sin and promised my humanity again. I found suitable work and entered a private university promised to draw again.

Three years later I found her, the wonderful girl who had the privilege of changing my life. I was ashamed of her but she met me with welcome and simplicity. I told her my story and I smiled and said: I am waiting for your official position.

I was very happy and decided to pair up with this wonderful girl.

From the notebooks the position is difficult

I can not forget the embarrassing situation I was subjected to, not because I was accused of being unjustly robbed, but because I was embarrassed by a large number of people. I have an embarrassing situation that I can not forget.

My lady held a celebration in honor of the graduation of her eldest daughter from the university. She was invited by a large number of relatives and friends. It took three consecutive days to prepare for the party, and I prepared the mechbi, the tabbouleh, the grape leaves, the pancakes and the kebabs.

I was happy, because everyone was praising the lady's taste in preparing food as they darted toward me. At the same time, they were aware of the role I play in cooking, Suddenly and unexpectedly something happened to make the atmosphere of the ceremony change, after an atmosphere of tension and embarrassment prevailed.

Sidi had presented his daughter with a wonderful diamond ring on the occasion of graduation, and the girl was happy and happy with the ring, and presented him on all the assets, Vtnaklth hands and heart with obvious admiration, and forgot the order of that ring after one of the invited, a friend of the girl, For the sake of her close friend, everyone was enthusiastic about the words of the poem, where the applause was louder with each end of the verse, and then one of the girls and gave a beautiful song of a sweet voice that everyone and added an air of sweetness to the ceremony.

After a short period, the girl remembered her ring and asked about it. If it disappeared, no one knows where it went, there was tension, everyone exchanged distressing looks, and distress and anxiety began to appear on the faces. Then the various questions and interpretations started. It is very embarrassing. She wanted to keep the suspicion out of herself, and as I had expected, all the looks went in the end. I felt that those looks bore a clear and explicit accusation. Who could stretch out his hand to steal that ring? I felt confused, the whispers went on and the eyes were chasing me wherever I went. I was getting sweaty, especially when a woman's voice rose. "I thought it was the maid who took the ring," she said.

I did not do .. I screamed panic .. I was on the verge of collapse, the situation is difficult especially since the eyes focused on me, denied strongly insistence, refused to stretch their hands for inspection, and then I was crying, what was my lady, but the situation is mitigated, saying: We may have put it somewhere, and we will certainly find it.

She then defended me to keep out the eyes of suspicion that was following me, and then ordered me to clean the table to disperse the subject.

I lifted one of the trays and the ring appeared. I shouted with joy: "Here is the ring." It is under the Chinese. The cries of joy rose.
That I solved the problem with the appearance of the ring, but I could not forget the situation and I could not stop my tears, and I look at that lady who carried out my accusations without hesitation and without being sure that I was the one who took him. I went to my room and I cried sobbing. It seems that my lady heard me smiling and came to relieve me, especially when she found me in a bad situation. She took me to the kitchen with her and ordered me to wash my face and she called me like her daughter to calm down my feelings and feelings of injustice. Then she disappeared a little and came back with a beautiful watch. She asked me to take a large piece of cake that I had hidden for myself. I was pleased with that concern and the fresh humanity of my lady, and I realized that I was fortunate to have this family. The next day her daughter asked me: Why did you refuse the inspection and you are innocent? I said to her: I felt insulted, and my position was not simple in front of all that crowd, why was not charged to anyone else? Is it just because I'm a maid? Then why did that lady claim that I was the one who took him? How dare you accuse me without being sure? Had it not been for the intervention of my lady in due course, I would have acted with that woman inappropriately, but thank God that things are over. The girl answered me: Actually, Ahmed, my Lord, because the party has ended well. The dialogues of loss of language Why do you speak in a foreign language? Do you forget your language? It is the language of the age, do not you realize it? * But your language is the language of dawn? ** Is kidding? * Do not joke, but dawn is before the age, and our language is the language of civilization and development ** It is the language that prevails the world now, We are not less than others. * It is okay if we learned it, and it is OK to understand it, but it is difficult to replace it with our original language. About our use of our classical language. ** You may be right. * We are proud when our foreign children speak and know nothing about their language. * This is because they study in schools "My eldest daughter was expelled from university because she had failed in the language course, and I regretted that I did not introduce her to a foreign school like the rest of her brothers. It is a real tragedy. * The biggest tragedy is that she did not find a job because of lack of fluency in the language. * My brother was very surprised by this! ** What do you mean? * I mean the foreigners came to our country to work and earn their living. They know it or vice versa? ** I do not know, but we are forced. * It is God responsibility we will be held accountable. ** Do not hold me alone, and that We are all responsible for the loss of language. * What do you mean? ** I used to get used to traffic congestion whenever I was blocked by reading the addresses of some shops, some of them written on paper. * Listen to some of what I wrote. Chennai Restaurant, Nish Lal Wade Grocery, Pintran Pagoda ... Do you want more? * No, that's enough, please, you're right and we're all responsible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحباً سوف نرد على رسالتك في أقرب وقت
Ashraf Heikal

disqus

اعلن هنا

Professionally web design

Translate