الحكومة المصرية تمارس البلطجة على الشعب المصري
بعد اعلان نتيجة الاستفتاء وظهور النتيجة المتوقعة الوحيدة طبعآ..ونشط بلطجية مباحث شركة المياة بيعاز من الرئيس والسادة الوزراء المغفلين.
بدون رحمة نازلين قطع المياة على الأسر والاطفال وكبار السن
غير عابئين بتوسلاتهم ويتم بأزالة العداد وقطع المياة أمام أعين الاطفال وأهانة الاباء وأرباب الأسر المصرية..
مشكلة عدم تحصيل رسوم المياة يرجع الى ايام ثورة يناير .وكان هناك أصوات من جماعات معينة تنادي بعدم دفع رسوم المياة والكهرباء والزبالة.
مما أدي الي تخوف المحصلين من النزول لتحصيل الاموال من المواطنين، بالتالي ترتب عليه تراكم الاموال على الشعب.
ونحن المواطنين نمر بأسوء ظروف مرت على مصر من أيام المماليك لم تحدث تفليس وفقر كما هذه الايام
الرئيس في جانب هو وألاطيشه وسكان المعادي وسكان شراتون المطارو مصر الجديدة ومناطق الظباط وماشابه.
اما مناطق الغلابة فهم الأغلابية لايملكون المال والبطالة والمرض يأكل في اجسادهم.
نحن في نكبة حقيقية . وهل ندفع فاتورة فساد حكم مبارك وأخطاء الحكم العسكري المتعفن
وغدآ تتحرك شركة الكهرباء .وبعد ذلك شركة الغاز
وللعلم بيع الخدمات مثل الكهرباء والمياة والغاز والأتصالات والمستشفيات غير قانوني ولا دستوري .انها خدمات أمن قومي وعامة
لا يجوز بيعها أو أستئجارها للغير
حسبنا الله ونعم الوكيل .مكتوب على الشعب المصري يدفع فواتير فساد الحكام
حض مستجوبو وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، النواب الدكتور وليد الطبطبائي والحميدي السبيعي وعبدالوهاب البابطين استيضاحات الوزير، مؤكدين أن الاستجواب دستوري لا تشوبه شائبة وأن «المسؤول ليس بأعلم من السائل» و«عندما نقف على منصة العزة والكرامة ونحاسبك».
وفيما يقترب «يوم الاستجواب»، تطل المساعدات الاجتماعية برأسها لتندرج على الجلسة التي تلي، وإلزام وزيرة الشؤون بعدم إيقافها تحت أي ظرف، دون أن يغيب عن أبواب النقاش إلغاء زيادة البنزين، وفرض رسوم على تحويلات الوافدين.
أقرأ أيضآ:-الكويت تتجه لفرض رسوم تصل 5% على تحويلات الوافدين وأعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أنه أحال إلى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الرد على استيضاحه في شأن بعض الأمور الواردة في محاور مساءلته المدرجة على جدول أعمال الجلسة المقبلة، مشيراً إلى أنه وجه الدعوة لأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية لحضور الجلسة الخاصة بالعمالة الوافدة والتوظيف يوم الخميس المقبل.
وقدم النواب مستجوبو وزير الإعلام إلى رئيس مجلس الأمة الردود المتعلقة بالاستيضاحات التي قدمها الوزير.
وأوضح النواب في ردهم «أن الوزير المستجوب قد اجتزأ القرار التفسيري للمحكمة الدستورية ومارس التضليل بهذا الفعل لإيهام الرأي العام ونوابه بصحة موقفه من المساس بدستورية الاستجواب، وعليه فإننا سنضع للوزير بقية تفسير المحكمة الدستورية الذي تعمد ومستشاروه تجاهله حيث ذكر في التفسير (إذا استمرت تلك الأعمال في عهد الوزير معيبة دون أن يتخذ بشأنها في حدود سلطته إجراء أو تصرفاً في مكنته قانوناً لإزالة العيب أو إصلاحه، فإن هذه الأعمال بالنظر إلى استمرارها معيبة خلال فترة ولاية الوزير لوزارته تكون داخلة في اختصاصاته، بما ينفسح معها مجال المسؤولية السياسية عنها، ويسوغ بالتالي استجوابه بشأنها وفقا للدستور، كما أنه غني عن البيان أنه إذا كان الاستجواب موجهاً لسياسة وزارته وكانت هي سياسة سلفه باقية في الوزارة وهي التي يهتم بها في المجلس النيابي للحكم لها أوعليها)».
ورأوا أن تفسير المحكمة الدستورية قد نص صراحة على جواز استجواب الوزير عن أعمال حكومة سابقة متى ما استمرت تلك الأعمال ولم يقم بتصحيحها؟ مؤكدين أن «الأمر المستغرب ليس محاولة تهرب الوزير من المساءلة عبر التذرع بأن التجاوزات التي تمت كانت في عهد وزير آخر وبحكومة سابقة، ولكن الغريب أن الوزير كان يعلم أن في وزارتيه السابقتين وعندما كان على رأسيهما تجاوزات مالية وإدارية، محاولاً التملص منها بعذر أنها تمت بعهد حكومة سابقة، ما يثبت لدينا أن هذا الوزير كان وما زال شريكاً في جميع هذه التجاوزات».
وخاطب النواب الثلاثة الوزير: «ليس أنت من يضفي المشروعية على دستورية هذا الاستجواب أو سلامته، وأن حديثك عن احترام الدستور يناقض فعلك، فأنت لا تطلب استيضاحاً بشكل فعلي إنما تُمارس التسويف لتعطيل محاسبتك في كل ما ورد بمحاور الاستجواب كافة، والذي لا شك فيه أن الاستجواب تقدم في الحدود وبالكيفية التي رسمها الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة حيث تضمن بصفة عامة وبإيجاز الموضوعات والوقائع التي يتناولها دونما تعميم أو تجهيل ودون أن يشوبها أي غموض أو التباس، حسبما نصت عليه صراحة المادة (134) من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، وذلك بمراعاة أنه في الجلسة المحددة لمناقشة الاستجواب سيقوم المستجوبون بشرح استجوابهم ومن ثم يجيب الوزير المستجوب ويكون في النهاية الحكم لممثلي الأمة لا سلطان عليهم في ذلك لغير ضمائرهم الحية وحرصهم على مصالح الشعب وأمواله، على النحو الذي فصلته المادة (136) وما بعدها من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة سالفة الذكر».
وأكد النواب المستجوبون أن «كل محاور الاستجواب ونقاطه التي لم تطلب استيضاحاً عنها قد انتفى منها عذر الجهالة وعدم المشروعية، ولا يشوبها أي عوار دستوري وأي شوائب دستورية وغموض لا يمكن معهما الرد بالشكل والمضمون كما بينت في طلب الاستيضاح».
وإذ شدد النواب على أن «المسؤول ليس بأعلم من السائل» أكدوا للوزير «أننا وعندما نقف على منصة العزة والكرامة ونحاسبك وزيراً متجاوزاً مفرطاً وعابثاً بغير وجه حق على حساب المال العام، فإننا سنعطي نواب الأمة الفرصة للدفاع عن أموال الأمة وحرياتها وكراماتها».
وأعلن النائب سعدون حماد أنه سيتقدم في الجلسة المقبلة بطلب لتخصيص ساعتين من جلسة الأربعاء لمناقشة إعادة صرف المساعدات الاجتماعية المقطوعة عن عدد من المواطنات وبأثر رجعي.
وطالب النائب خليل الصالح اللجنة المالية البرلمانية بالاستعجال في رفع تقريرها إلى مجلس الأمة في شأن مقترحه بوقف زيادة أسعار البنزين، وغل يد الحكومة عن رفع أسعار الوقود، رافضا تذرع الحكومة بعدم دستورية القانون.
وتناقش اللجنة التشريعية البرلمانية الأحد المقبل مجموعة من الاقتراحات بقوانين، تتعلق بفرض ضريبة على التحويلات المالية للوافدين وعدم قطع الكهرباء إلا بحكم قضائي، بالإضافة إلى رفع الحصانات النيابية عن عدد من النواب.
وتقدم النائب فيصل الكندري باقتراح بقانون في شأن فرض ضريبة التحويلات المالية الخارجية على الوافدين ينص على أن تفرض ضريبة على كل من يقوم بتحويل مبالغ مالية خارج حدود دولة الكويت، على أن تقسم ضريبة التحويلات، والتي يذهب ريعها مباشرة لخزينة الدولة بواقع 2 في المئة لما دون الـ 100 دينار، و4 في المئة للمبالغ من 100 حتى 499 ديناراً، و5 في المئة للمبالغ أعلى من 500 دينار.
وعلمت «الراي» أن لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية تناقش الإثنين المقبل الاقتراح المحال إليها من اللجنة التشريعية، ويقضي بفرض الرقابة التشريعية على المنح والهبات والمساعدات الخارجية التي تتقدم بها الحكومة لكل من الدول والمنظمات الإقليمية أو أي جهة غير كويتية، بحيث لا تصدر المساعدات إلا بقانون، إذا ما زادت قيمتها على عشرة ملايين دينار كويتي.
هذا ما استندت عليه صفاء الهاشم، النائبة في مجلس الأمة (البرلمان)، اليوم الأحد، عن تقدّمها باقتراح قانون لتحصيل رسوم بنسبة 5% من قيمة جميع التحويلات المالية إلى الخارج. وكان النائب الكويتي فيصل الكندري قد تقدّم، في مايو/أيار 2016، باقتراح قانون ينص على أن تفرض ضريبة تصاعدية على تحويلات الوافدين، لتكون بواقع 2% ...
وليس غريب فبعد تحرير الكويت سنة 1991 اقترح الاخ صباح الاحمد ( امير الكويت حاليا) بفرض رسوم والتضيق على المقيمين
وقال مقولة مشهورة :
كيفما جاءوا الكويت سيردون الى ديارهم..يجب صرف الاموال داخل الكويت ..تفسير القول زي ماجاءوا مفلسين هيروحوا مفلسين
هذا هو منهج القادة في الكويت منذ سنة 1991 تجاه المقيمين.
بلد كان كريم أبان حكم آل سالم الصباح وأصبح الجشع والجوع مع آل الأحمد الصباح
وافقت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية البرلمانية الكويتية في اجتماعها أمس الأحد، على اقتراحات بقوانين بشأن فرض #رسوم_على_تحويلات_الوافدين المالية إلى الخارج مع التدرج في نسبة الرسوم مراعاة لمحدودي الدخل.
وقال رئيس اللجنة النائب صلاح خورشيد في تصريح للصحافيين في مجلس الأمة إن (المالية) البرلمانية "وافقت بأغلبية أعضائها على الاقتراحات بقوانين لفرض ضرائب على تحويلات الوافدين، مع مراعاة تحصيل نسب منخفضة من العمالة التي تتقاضى رواتب منخفضة".
وأضاف خورشيد أنه تم أخذ رأي مستشاري اللجنة والخبراء القانونيين والخبير الدستوري عبدالفتاح حسن في هذه المقترحات، للتأكد من عدم وجود أي شبهة دستورية.
وأشار إلى تحفظ الحكومة في هذه القضية، خاصة ما يتعلق بآلية وإدارة تلك الضرائب، في حين أن اللجنة رأت أن تكون رسوم التحويلات على الوافدين فقط إذ ستكون هناك موارد جديدة بنحو 70 مليون دينار (نحو 233 مليون دولار) من أصل تحويلات تصل إلى 19 مليار دينار (نحو 63 مليار دولار).
ودعا إلى أن تكون مراقبة تطبيق هذا القانون تحت إشراف البنك المركزي ووزارة المالية، مشيراً إلى أن القانون يتضمن عقوبة لمن يتجاوزه.
أقرأ أيضآ :- الكويت : مقترح جديد بفرض رسوم على الوافدين
شرائح
من جانبه، أكد مقرر اللجنة النائب صالح عاشور أن القانون قسم التحويلات إلى أربع شرائح، وتمت مراعاة أصحاب الدخول المحدودة، موضحاً أن الشريحة الأولى من التحويلات تحدد من دينار إلى 99 ديناراً (من 3,3 دولار إلى 329 دولار) بنسبة ضريبة تصل إلى 1%.
وبين أن الشريحة الثانية من 100 إلى 200 دينار (من 333 إلى 665 دولار)، تفرض عليها ضريبة بنسبة 2%، فيما تحدد الشريحة الثالثة من 300 إلى 499 دينار (من 998 إلى 1660 دولار)، وتفرض عليها ضريبة بواقع 3%.
أما الشريحة الرابعة من هذه التحويلات فأشار إلى أنها تشمل ما فوق 500 دينار (نحو 1664 دولار)، وتفرض عليها ضريبة بنسبة 5%.
وأفاد بأن المادة الثالثة من القانون أعطت بنك الكويت المركزي أحقية الإشراف على إرسال قيمة الضرائب لوزارة المالية، وأن المادة الرابعة وضعت عقوبات على مخالفي هذا القانون سواء كانت شركات الصرافة أو البنوك بغرامة لا تتجاوز 10 آلاف دينار (33 ألف دولار).
وأضاف أن العقوبات تشمل الحبس لمدة لا تتجاوز الخمس سنوات، وغرامة لا تقل عن ضعف المبالغ المحولة لكل من يقوم بالتحويل من غير شركات الصرافة والبنوك المعتمدة.
خلال العام 2016 واحداً من الكتب الأكثر مبيعاً في ألمانيا. بعد سبعين عاماً على صدوره، أضحى كتاب الفوهرر النازي أدولف هتلر، بلا حقوق ودخل ما يسمى الحيز العام. وكان معهد التاريخ المعاصر في ألمانيا سباقاً في إعادة إصدار الكتاب الذي ظل ممنوعاً منذ سقوط النازية، وارتأى أن تكون الطبعة الأولى هذه نقدية، مرفقة بشروح وهوامش بلغت 3500، والغاية منها وضع «البيان» النازي في سياقه التاريخي وفضح جنون صاحبه وإجرامه والحؤول دون تأثر الأجيال الجديدة بآرائه الكارثية. لكنّ إعادة نشر الكتاب «الأسود» في صيغته النقدية و «النقضية» سرعان ما أذكت سجالاً سياسياً شاركت فيه جماعات يهودية. وفي أوج هذا السجال نشرت مجلة «بوكس» الفرنسية الشهيرة ملفاً مهماً عن الكتاب والقضية وحمل غلافها صورة الفوهرر مع جملة اعتراضية: لماذا إعادة نشر «ماين كامبف»؟
بدت إعادة إصدار الكتاب في لغته الألمانية حدثاً بذاته، فهي أعادته إلى أصله وأعادت الأصل إلى الضوء بعدما راج الكتاب كثيراً في معظم لغات الأرض وأصبح «بست سلير» عالمياً. بات الكتاب متوافراً كما كتبه هتلر بيده وعصبيته، ولم تتمكن الشروح المناهضة لأفكاره والفاضحة إجرامه من خنق أنفاس الديكتاتور النازي. وقد تكون حملة الاعتراض على نشره في لغته الأم شبه مبررة وإن بدت موجهة يهودياً، وعلى مقدار من المبالغة أو الغلو. فالريبة من أن يمنح ظهور الكتاب الحركات اليمنية المتطرفة التي تشهدها أوروبا الآن، خلفية تاريخية وسياسية ويجعله مرجعاً مثلما في أيام النازية. قد تجد حركة «النازيين الجدد» وجماعة «سكينهادس» المتطرفة وموجات اليمين الأوروبي المتصلب في الكتاب ذريعة للتمادي في كراهية «الغرباء» أو «الآخرين» الذين يتمثلهم المهاجرون العرب والمسلمون، الذين تشغل قضيتهم أوروبا حكومات وشعوباً. والكتاب بطروحاته العنصرية الكريهة ليس بعيداً بتاتاً عن أيديولوجية «داعش» وسائر الأصوليات المتطرفة التي تحمل اسم الإسلام بهتاناً، والتي تمعن على الطريقة النازية في القتل الجماعي والإبادة. والكتاب أيضاً ليس غريباً عن مبادئ اليمين الإسرائيلي الأصولي وعن العقيدة الصهيونية التي احتل جيشها فلسطين وارتكب فيها مجازر ومحرقات.
ولئن ادعى بعض المفكرين أن كتاب «كفاحي» تخطاه الزمن وجرده من أيديولوجيته العنصرية والشوفينية وأفكاره الوطنية المارقة والضالة، فبعض آخر يرى أن الكتاب لا يزال مرجعاً معاصراً لحركات التطرف أياً تكن هويتها أو مشاربها. وفي هذا الصدد يقول رئيس تحرير مجلة «بوكس» في تقديمه الملف الشامل عن كتاب «كفاحي»: «ليس «كفاحي» فقط كتاباً ذا فائدة تاريخية كبيرة. هذا كتاب راهن وذو أثر في عالمنا المعاصر. وأن يتم تجاهله فهو كأن يتم تجاهل دعوات «داعش»: تخبئة الرأس تحت الجناح». ويلحظ أن هذا الكتاب هو رفيق رواد «القتل الجماعي» وأن نسخه الإلكترونية رائجة رواجاً رهيباً في كل اللغات من دون رقابة.
لم أستطع قراءة كتاب «كفاحي» كاملاً في ترجمته العربية التي أنجزها الصحافي لويس الحاج عن الفرنسية عام 1963، رئيس تحرير جريدة «النهار» طوال أعوام. قرأت فصولاً منه ووجدته فعلاً كما وجده سواي، كتاباً ملؤه الحقد والعنصرية والكراهية، وفيه تبرز الأيديولوجيا النازية المناهضة للحرية والسلام والداعية إلى القتل والإبادة. وفاجأتني كثيراً دعوة الفوهرر أيضاً إلى إبادة الغجر، علاوة على إبادة اليهود. ترى ماذا ارتكب الشعب الغجري كي يباد من الوجود، وهو شعب يحب الغناء والترحال مثلما علمنا الشاعر الإسباني القتيل فديريكو غارثيا لوركا في ديوانه «أغاني الغجر».
لم تكن ترجمة لويس الحاج هي الوحيدة لكتاب هتلر، وإن كانت هي الرائجة اليوم عربياً. ففي العام 1934، وفي أوج صعود الفكر القومي والوطني والنزعة اللاسامية، عمدت صحف عربية لا سيما في العراق، إلى ترجمة فصول من الكتاب، ثم تولى الكاتب المصري أحمد محمود الساداتي ترجمته كاملاً في القاهرة العام 1937، لكن الترجمة لم ترق الإدارة النازية فأوكلت مهمة إعادة صوغه إلى الكاتب شكيب إرسلان، «أمير البلاغة والبيان» خلال منفاه في جنيف، فأعمل فيه قلمه الرفيع. لكن الإدارة النازية لم ترض أيضاً عن الصيغة الإرسلانية، فغابت الترجمة ولم يتم تداولها وضاعت ربما. وقد يكون العثور عليها حدثاً كبيراً فقط لأن صانعها أو صائغها هو الأمير شكيب إرسلان، الأديب الرائد في حقل التأريخ والبلاغة.
خفايا السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط كتاب «السلطان الخطير..» يشرّح طبيعة نشأة الإرهاب في الشرق الأوسط
صدر «السلطان الخطير» سنة 2007 عن دار الساقي، وترجمه من الإنجليزية إلى العربية ربيع وهبة. وقد كان له صدى واسع في الدوائر الأكاديمية، خاصة العربية منها لأنه يحلل،
بشكل تلقائي، جوانب كثيرة من الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية العالمية ويكشف بعض ما خفي من السلوكات السياسية التي يبدو ظاهرها عاديا. يقدم كتاب «السلطان الخطير.. السياسة الخارجيةالأمريكية في الشرق الأوسط»، تحليلا مفصلا لعدد من المواضيع المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، وعلاقتها بالفاعلين الأساسيين فيها. وتكمن أهمية الكتاب، بشكل خاص، في كونه جاء على شكل حوار مباشر بين شخصيتين فكريتين كبيرتين، معروفتين بتحليلهما العميق ومتابعتهما القريبة لقضايا الشرق الأوسط. فالمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي معروف بكتاباته العالمية وبنزاهته الفكرية وغزارة إنتاجه المعرفي، وكذلك بمواقفه الشهمة والجريئة من قضايا تتورط فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل مباشر، وجلبير الأشقر، مفكر وأستاذ في معهد الدراسات الشرقيّة والأفريقيّة في جامعة لندن. له كتب عديدة، آخرها «العرب والمحرقة النازيّة: حربُ المرويّات العربيةُ الإسرائيليّة». تتحرك الأحداث في الشرق الأوسط بسرعة كبيرة. لذلك، فإن محاولة تحليل القوى الرئيسية الفاعلة وطريقة مراقبة القضايا الحرجة ستمكن القارئ من تفسير الماضي وفهم تطورات الحاضر والمستقبل. ومع أن القصد الأول كان هو أن يدور هذا الكتاب حول الشرق الأوسط، فإن استيعاب ما يجري في هذه المنطقة غير ممكن بمعزل عن مصالح وتدخلات قوى خارجية، خاصة الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة. لذلك حاول «السلطان الخطير» إثارة مواضيع تتعلق بالشرق الأوسط والسياسة الخارجية للولايات المتحدة مع التركيز على مناطق صراع معينة. وقد اشتملت المواضيع على الإرهاب وكيف ينبغي التعامل معه والمؤامرات والأصولية والديمقراطية وجذور السياسة الخارجية للولاية المتحدة في المنطقة، خاصة دور النفط وأهمية «اللوبي الإسرائيلي». وقد كانت الصراعات المحددة التي ركز عليها «السلطان الخطير» الصراع في أفغانستان بعد الحادي عشر من شتنبر، والعراق بجميع أبعاده: دور الولاياتالمتحدة، التطورات السياسية، وضع الشعب الكردي (في العراق وأيضا في تركيا)، بالإضافة إلى الصراعات المحتملة في إيران وسوريا. كما خصص اهتماما ملحوظا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي: جذوره التاريخية، والديناميات الحالية، والحلول المحتملة، بالإضافة إلى مقاربة طبيعة المجتمع الإسرائيلي، والقوى السياسية الفلسطينية المختلفة، و قضايا معاداة السامية، ورُهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا، والعنصرية ضد العرب. وبشكل عام، يقدم هذا الكتاب مساهمة مهمة في استيعاب ما يجري في منطقة الشرق الأوسط. إرهاب الدول يركز الباحثان أكثر على أفغانستان بعد الحادي عشر من شتنبر والعراق ودور الولاياتالمتحدةالأمريكية في التطورات السياسية الحاصلة. وفي تعريفه للإرهاب ينصب اهتمام تشومسكي على إرهاب الدول منطلقاً من إحاطة تاريخية لمعرفة ما سيحدث آخذاً بتعريفات الإرهاب البريطانية والأمريكية: «الاستخدام المدروس للعنف، أو التهديد بالعنف، لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو إيديولوجية في طبيعتها من خلال الترهيب والإكراه أو بث الخوف وهذا يعني أن الولاياتالمتحدةالأمريكيةدولة إرهابية رائدة وأن إدارة ريغان كانت منخرطة في إرهاب دولي واسع، الإرهاب إذن بالمعنى المعياري هو الذي يستخدم أمريكياً. في حين يشير الأشقر إلى تعريف الاتحاد الأوروبي للإرهاب: «التسبب بإلحاق دمار واسع بحكومة أو مرفق عام... مكان عام أو ممتلكات خاصة يحتمل أن يسفر عن خسارة اقتصادية كبيرة». لكن تعريف العدوان يعد أيضا معقداً وغامضاً، والأقل إشكالية هو الذي يشير إلى أعمال عنف ضد مدنيين أبرياء غير مسلحين. يعترف شومسكي بأن ثمة تهديداً إرهابيا حقيقياً لأوروبا وأمريكا عائداً به إلى محاولة تفجير مركز التجارة العالمي. كانت الحكومة السورية تمد الولايات بمعلومات حقيقية عن الإرهاب، ولدى السوريين اتصالات أفضل بكثير ويمكنهم اختراق الجماعات الإرهابية الإسلامية بطريقة لا تستطيعها المخابرات المركزية الأمريكية، والنظام السوري لا يبدي أي ود للإرهابيين الإسلاميين فقد كان يمد أمريكا بمعلومات مخابراتية ثمينة. لكن أمريكا كانت مستعدة للتخلي عن ذلك لكي تطمئن إلى عدم وجود من يعطي الأوامر في المنطقة. أما الأشقر فيرى أن الإرهاب ليس فقط تهديدا بل هو واقع يزداد سوءاً نتيجة حرب مستمرة غير متكافئة على الإطلاق وغير متساوية البتة، وتعد إسرائيل المثال الرئيسي على هذا، فليس ثمة دولة يمكن أن تفوق ما تقوم به إسرائيل من إجراءات لمنع الإرهاب بغية تحقيق الأمن، ومع ذلك الأمر ليس مجدياً. يتفق الأشقر وتشومسكي أن ترياق أو عدو الإرهاب هو ليس بالحرب على الإرهاب بل العلاج في العدالة، عدالة سياسية وحكم القانون، وعدالة اجتماعية وعدالة اقتصادية وإنهاء القمع. الأصولية الإسلامية والعلمانية يرى تشومسكي «أن الأصولية الإسلامية هي رد فعل لقوى الاضطراب في العالم»، فعلى مدى سنوات طويلة كانت هناك قومية علمانية على مستوى العالمين العربي والإسلامي. لقد كان جمال عبد الناصر في مصر قومياً علمانياً. والعراق أيضا كان ذا تراث طويل في القومية العلمانية يعود إلى قرن من الزمن، صاحبته جهود عدة للدمقرطة، وكان لدى إيران برنامج قومي علماني مع محمد مصدق عام 1953. ويتفق الأشقر مع تشومسكي حين يقول: «إن قوة الأصولية الإسلامية اليوم هي نتاج مباشر لسياسات أمريكية مباشرة جداً، مع إضافة أن القومية العلمانية قد دمرتها الولاياتالمتحدة بصفتها عدوها الرئيسي. ففي ستينيات القرن العشرين كان التيار السائد في العالم الإسلامي عامة، هو القومية العلمانية، وكذلك في العالم العربي، إذ كانت القومية العربية مجسدة في الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وقد حاربت الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا النمط من القومية، مستندة إلى أكثر أنماط الأصولية الإسلامية رجعية، كما استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية الأصولية الإسلامية على نحو مقصود، في مواجهة القومية العلمانية أو الشيوعية أو أي نوع آخر من تيارات الجناح اليساري العلماني أو التيارات التقدمية، وقد تواصلت هذه السياسة من خلال الحرب السوفياتية في أفغانستان». وإذ يوافقه تشومسكي على ذلك ويضيف إلى القائمة دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لانقلاب الجنرال محمد ضياء الحق ضد ذو الفقار علي بوتو 1977 وعبد الكريم قاسم في العراق بعد أن أطاح بالنظام الملكي عام 1958. ويقول الأشقر: لقد كانت إسرائيل تدعم على نحو واضح الجماعات الأصولية في أواخر الثمانينيات. لذا غزوا لبنان لتقويض منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية، وانتهوا إلى حزب الله... لقد نزعوا السلاح عمداً من جميع الجمعيات التي قامت على إيديولوجيات علمانية. في خلاصة البحث في جذور الأصولية ملاحظة مهمة يتوقف عندها جلبير الأشقر في توصيف دقيق للوضع في الشرق الأوسط، «فعندما تقمع جميع أنواع التعبيرات الإيديولوجية باستثناء واحدة، وحيث الطبيعة تكره الفراغ، فسوف تستخدم هذه الايديولوجيا الوحيدة بصفتها القناة الرئيسية، ومن السخرية أن تصبح هذه الظاهرة التي أدت إلى الأصولية الإسلامية هي القناة الوحيدة للسخط الشعبي في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة، وهو ما ينطبق على جماعة القاعدة وجماعة أسامة بن لادن، أما الطبقة البورجوازية في الأقطار العربية فهي واقعة بدرجة كبيرة تحت سيطرة الدولة وهي شديدة الامتزاج بالسلطات الحاكمة.» الوهم الأمريكي تحدث الأشقر عن الوهم الأمريكي بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط حيث تدور رحى «الحرب على الإرهاب» حيث تمارس أمريكا ضغوطاً على عملائها التقليديين للحصول على بعض الإصلاحات التجميلية في المملكة العربية السعودية وفي مصر مثلاً من اجل إقناع الجمهور الأمريكي بجديتها. وبالنظر إلى ما يمكن أن تؤدي إليه الخيارات الديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط من وجود حكومات معادية للمصالح الأمريكية، فإن هذا ما لا تريده واشنطن البتة، فما تريده وما تعنيه بالديمقراطية هو تثبيت حكومات تحت السيطرة الأمريكية بواجهات ديمقراطية لا أكثر. وقد كان هذا هو مشروعها في العراق، حيث طبقت الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق مفهوماً للديمقراطية مستلهماً من النموذج اللبناني للديمقراطية الذي يقوم على التوزيع العرقي والطائفي للمناصب وهذه وصفة سيئة جداً من أجل تحقيق نظام سياسي مستقر، فهو نموذج يفضي إلى جميع أنواع المشاكل. وعن مصادر السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط يتفق الباحثان على أنه لو لم يكن الشرق الأوسط يحتوي على معظم احتياطات الطاقة في العالم، لما اهتم به صانعو السياسات في العالم اليوم ولو بمقدار اهتمامهم بالقطب الجنوبي. إنها سيطرة جيو سياسية والولاياتالمتحدةالأمريكية بحلول العام 2015 سوف تكون هي نفسها معتمدة على إمدادات أكثر استقراراً في الحوض الأطلسي، وغرب إفريقيا. تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تسيطر على الطاقة الاحتياطية الرئيسية في العالم، والموجودة في الشرق الأوسط، وذلك من أجل الهجمة العالمية، على حد تعبير تشومسكي، ثم إن النفط في واقع الأمر يمثل تركيبة من المعالم الاقتصادية والاستراتيجية ولا يستطيع أحد أن يبخس الأهمية الاقتصادية التي تعد هائلة في مجال صناعة النفط. السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يتفق تشومسكي والأشقر على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية في مشكلة جد عميقة في العراق اليوم، ويعتقد تشومسكي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكون سعيدةإذا كان بمقدورها الآن تسليم العراق لقوات الأممالمتحدة مع احتفاظ واشنطن بالسيطرة عليها من خلال مجلس الأمن عبر استخدام حق النقض «الفيتو». وليس هناك من تكهن أكيد بما سيحدث في العراق بعد الانسحاب الأمريكي. أما في سوريا فقد كان الموقف الأمريكي دائماً انتهازياً ويقول تشومسكي بأن الولاياتالمتحدة قد رحبت بالسوريين عام 1976 وكانت المهمة السورية حينها ذبح الفلسطينيين، وعام 1990 كان بوش الأب محبذاً جداً بقاء السوريين في لبنان لأنه أراد إدخال السوريين في التحالف المضاد للعراق، ثم عصت سوريا الأوامر كالصربيين في التسعينيات، إذ لم يكونوا منضمين إلى الإجماع النيوليبرالي، وتعد سوريا في هذا الصدد نوعاً شبيهاً بهذا، فهي قيادة اقترفت جميع أنواع الفظائع، ولكن لم يكن هذا هو سبب معارضة واشنطن لها، فقد رفضت سوريا الصفقة التي اقترحها كلينتون عام 1994 في شأن مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، لهذا فالأمريكيون يعملون جاهدين الآن للإطاحة بالنظام السوري ودوافعهم هي نفسها التي قصفوا من أجلها صربيا. و يقول تشومسكي «أشعر الآن أن سوريا هي أكثر ترجيحاً للمهاجمة أكثر من إيران لسبب أنها أضعف بكثير وإسرائيل يروقها ذلك من دون أن يكلفها الكثير. النظام السوري بغيض، ويجب أن تتوفر للسوريين الفرصة للتخلص منه، ولكن القوى الخارجية ستدفع الأمور إلى الأسوأ، والأسباب التي تجعل الولاياتالمتحدةالأمريكيةمعادية لسوريا ليست أسبابا جذابة». أما جلبير الأشقر فلا ينحو هذا الاتجاه، ويرى أن هناك قلقا حقيقيا في إسرائيل من تحرك أمريكي ضد النظام السوري، وإسرائيل ليست مهتمة بإسقاط هذا النظام، لأنها لا تريد عراقاً على حدودها، والإسرائيليون يفضلون نظام الأسد الذي يسيطر على الوضع. أما بخصوص المسألة الإيرانية، فتشومسكي يميل إلى الاعتقاد بأن أمريكا لن تهاجم إيران لعدة أسباب منها: أن إيران ليست مجردة من الدفاع، ويمكنها أن تسبب متاعب جمة للولايات المتحدةالأمريكية في العراق إضافة إلى ما تواجهه أمريكا بالفعل الآن. ويخالفه الأشقر في احتمال شن ضربات عسكرية على إيران، لان إيرانستصبح قوة نووية أيضا، ولهذا فالأمريكيون يميلون للاعتقاد بأن إيران التي تملك النفط والغاز هي مفتاح السيطرة على العراق.
التسوية الفلسطينية الإسرائيلية يؤكد تشومسكي أنه لن تكون هناك تسوية ما لم تكن مقبولة، وستكون هناك مشكلات والكثير من الحشو في مسألة التسوية القائمة على دولتين وحل مسألة اللاجئين، وإذا لم يكن هناك حل عادل ببساطة سيحكم على الفلسطينيين بالبؤس والدمار طوال الحياة. مجرد وصفة لتدمير الفلسطينيين لا أكثر لأن أي تسوية مقترحة سيرفضها غالبية اللاجئين، فيما ينظر جلبير الأشقر إلى نموذج ممكن على غرار اتفاقية طابا يسمح لعدد من اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى الأراضي الإسرائيلية ما قبل العام 1967، وعدد آخر إلى أراضي ما بعد 1967، والتي يمكن أن تتنازل عنها إسرائيل للدولة الفلسطينية مقابل أرض المستوطنات، مع برامج تعويض وتمويل من المجتمع الدولي. وفي مقابل التمجيد الذي يقوم به اللوبي الإسرائيلي لمصلحة الصورة المتعاطفة مع اليهود، تعمل الأوساط المعادية للعرب والإسلام على الإمعان في شيطنة العرب والمسلمين وممارسة العنصرية ضدهم. ففي الوقت الذي اعتبر فيه شارون بطلا وشخصية تاريخية مهمة ورجل سلام يعيش الاحتضار، تم التعامل مع موت ياسرعرفات بسخرية وازدراء، بل قوبلت وفاته بارتياح وكأن الجميع كان يتمنى موته. ويضيف في سياق آخر متحدثا عن ظاهرة الإرهاب تجاه الإسلام أن هذا الوصف يقوم على الخوف وأنه «ينمو في سياق خاص ومعقد»، فالحكومات تزرع الخوف في نفوس الرأي العام الغربي، وهي حكومات ليست على استعداد لتقديم الإجابة الحقيقية عن السؤال الذي يطرح كثيرا: «لماذا يكرهوننا؟».
لا يختلف اثنان على أن روسيا هي أهم داعم سياسي لنظام بشار الأسد، يشهد على ذلك "فيتو" متكرر وعنيد، لطالما استخدم في جلسات مجلس الأمن حتى ضد إنشاء ممرات إنسانية لمناطق محاصرة؛ يستوجب الحسُّ الإنساني السويّ التعاون لفتحها، والسماح بها لتغذية أطفالٍ ورضّع مسَّهم الجوع والضرّ، كما يؤكده سيل من التصريحات المكرورة، بشكل دوري، على لسان الرئيس الروسي فلاديمر بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، بأنّ الأسد خارج أية تفاوضات، وأنه لا يحق لأحد مطالبته بالتنحي.
كما أنه من المعروف لدى الجميع، بأن ميناء طرطوس يحتضن أكبر قاعدة عسكرية لروسيا خارج أراضيها، والوحيدة في البحار الدافئة والمتوسط، بمساحة تصل إلى 140 دونماً، تنفذ إلى المحيط الأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهادي، وتتوسط الموانئ الساحلية في البحر المتوسط للاستراحة وشراء الاحتياجات والوقود للبوارج الروسية.
وخلال السنوات الـ13 الماضية شهدت القاعدة تعزيزات كبيرة جداً، وباتت مجهزة بمنظومة صواريخ متطورة جداً.
وتقريباً، تعتبر القاعدة الروسية في محافظة طرطوس الساحلية، غربي سوريا، أشهر ملامح الوجود الروسي في سوريا وأشهره، لكن "القلق" الأمريكي الذي أبداه وزير الخارجية جون كيري في اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل يومين، فتح العين على أن بعض ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن تعزيزات عسكرية روسية "ضخمة" وصلت إلى سوريا، وتم تأكيده اليوم بشكل لا يقبل الشك، قد يعني أنّ ما لم يتم تأكيده - وهو حديث الصحيفة عن مشاركة الطيران الروسي بضربات ضد مناوئي الأسد بغضون أيام - قد يكون صحيحاً وأكيداً أيضاً.
الحديث عن النفوذ الروسي في سوريا ذو شجون، حتى إن بعض المعارضين والنشطاء باتوا يطلقون وصف "وزير الخارجية السوري" على الوزير الروسي سيرغي لافروف، من شدة التناغم و"الحمية" التي يبديها الأخير في دفاعه عن نظام الأسد، لكن أشكال النفوذ بحسب ما كشفته وسائل إعلام دولية ومحلية، متنوعة وعديدة، ليس أقلها مشاركة قوات برية روسية في الحرب إلى جانب جيش الأسد، وليس أقصاها دعوة الأسد لروسيا "لتوسيع" ذاك النفوذ!
ونستعرض في هذا التقرير، بعضاً من أهم ملامح النفوذ الروسي في الشام:
1. تعزيزات عسكرية ضخمة في قاعدة قرب دمشق
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الاثنين الماضي، أن روسيا بدأت بالفعل في التدخل العسكري في سوريا عبر قاعدة جوية "دائمة" ستكون منطلقاً لشن هجمات ضد تنظيم "الدولة" وتشكيلات المعارضة في سوريا المناوئة للأسد.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إن من المتوقع أن يبدأ تدفق الطائرات الروسية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، حيث ستحلق هذه المقاتلات الحربية مع المروحيات في سماء البلاد، وإن طائرات التدخل السريع الروسية وصلت سوريا بالفعل، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تحت سلطة نظام بشار الأسد، يرجح أنها قرب دمشق.
وأضافت أنه في الأسابيع المقبلة سيتم إرسال آلاف العسكريين الروس إلى سوريا، بما في ذلك مستشارون ومدربون وعاملون في حقل الدعم اللوجستي، فضلاً عن فرق الدفاع الجوي والطيارين الذين سوف يحلقون بالمقاتلات الحربية فوق سوريا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن قاعدة جوية قرب دمشق، وعن مشاركة روسية بالطيران الحربي، لكن ماذا قال الأسد بهذا الخصوص؟
2. الأسد يرحب بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة
في لقاء صحفي مع وسائل إعلام روسية، أجرته وبثت نصه وكالة الأنباء الرسمية سانا في مارس/ آذار الماضي، رحب رئيس النظام بشار الأسد "بأي توسع" للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة.
وفي حديثه لقناة "زفيزدا" الروسية أوردت نصه وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية (26 مارس/ آذار الماضي)، حول ما إذا طلبت روسيا إنشاء قاعدة عسكرية قوية وجديدة في بلاده، قال بشار: "إن سوريا تنتظر مثل هذا الطلب، ودمشق ستوافق عليه".
وقال الأسد: "بالنسبة لنا كلما تعزز وجود روسيا في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة".
لكن، ألم يرد الحديث عن نية روسيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في سوريا سابقاً؟
3. قاعدة عسكرية روسية في جبلة
في 26 أغسطس/ آب الماضي، أوردت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية الموالية للأسد، أن روسيا تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية أخرى في جبلة، وهي مدينة ساحلية قريبة من طرطوس وتابعة لمحافظة اللاذقية، على بعد 25 كم تقريباً جنوب الأخيرة. ويعد هذا أحد أهم التلميحات التي تعزز الفرضيات بتوسيع النفوذ الروسي في سوريا إلى شكل غير مألوف.
4. هجمات روسية مستقلة
في تقريرها ذاته، ذكرت صحيفة الوطن أن روسيا تقوم بتزويد النظام بصور للأقمار الصناعية، وتقوم بجمع قدر كبير من المعلومات، التي تسهّل إمكانية نشر قوات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة، حسب زعمها.
وأضافت الصحيفة، أن الكرملين (البرلمان الروسي) يدرس إمكانية شن "هجمات روسية مستقلة"، بالإضافة إلى تلك المشتركة مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي (روسيا وآسيا الوسطى التي أنشأت رداً على الناتو)، والتي من المقرر أن تعقد في طاجكستان، في 15 سبتمبر/ أيلول المقبل.
لكن ما الذي يجعل كلام الصحيفة الموالية للأسد محط نظر، ويخرجها من إطار تسويق "بروباغاندا قذرة"؟
يجيب "مايكل ويس"، معد تحقيق حول النفوذ الروسي في سوريا نشرته صحيفة "دايلي بيست"، بأن روسيا رُصدت مؤخراً وهي تتجسس على الجهات الدولية، مستخدمة الأراضي السورية.
5. فيلق روسي في صلنفة
في 12 أغسطس/ آب، نشر الموقع الإخباري المعارض "السورية نت"، أن فيلقاً روسيا تمركز في مدينة صلنفة التابعة لمحافظة اللاذقية، كجزء من قوة تابعة لوحدات المقاتلين الأجانب، وهي قابلة للزيادة، وتهدف إلى تحصين منطقة اللاذقية ذات الأغلبية العلوية.
وطبقاً للسورية نت، فإنّ "مهمة الفيلق الروسي هي الإشراف على مشروع إنشاء خطوط دفاعية بطريقة احترافية، وجرى تجهيزه بتجهيزات حديثة لتحرّي ومراقبة تقدّم قوات المعارضة، في حال تعرّض أي قرية تابعة للاذقية للاعتداء، هذه الخطوط الدفاعية تبدأ من مدينة صلنفة، وتنتهي قرب مدينة مصياف في ريف حماة".
وقال الموقع إنه ومن خلال التقصي الذي أجراه عبر اتصالات مع مصادر محلية، وصور حصرية تم التقاطها للمنطقة التي يوجد فيها الفريق الروسي، تبين أن الفريق انتقل حديثاً إلى مدينة صلفنة، ويقيم تحديداً في فندق "صلفنة الكبير" المعروف بـ (PARK PLAZA HOTEL) الواقع في ساحة صلنفة.
وأشار إلى أن الفريق الروسي الموجود في صلنفة هو جزء من فرق روسية أخرى موجودة في الكلية البحرية بمدينة جبلة الساحلية، وأن التيار الكهربائي لا ينقطع عن مناطق وجود الروسي في صلنفة أو في الكلية البحرية.
ومن اللافت، أنه وبعد يومين من نشر هذا التقرير، أكد الموقع نقلاً عن المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام" النقيب إسلام علوش، إصابة ضابط روسي في مدينة صلنفة بريف اللاذقية ونقله إلى المستشفى، وذلك من جراء استهداف الجيش لمنطقة القصر الرئاسي في المدينة، وهو ما يمكن أن يثبت صحة المعلومات أعلاه.
6. عصابة "الفيلق السلافي"
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، نشرت صحيفة "فونتانكا" الروسية، فضيحة حول "الفيلق السلافي"، وهم عصابة من المرتزقة، يتم تجنيدهم ونشرهم لحماية البنية التحتية لنظام الأسد، تحديداً آبار النفط، بحسب "ديلي بيست".
ووقعت عقود "الفيلق السلافي" من قبل شركة موران الأمنية، وهي شركة مقرّها الرئيسي في سانت بطرسبرغ، يديرها "فياتشيسلاف كلاشينكوف"، وهو ضابط احتياط برتبة مقدّم في جهاز الأمن الفدرالي الروسي FSB، ومما لا شكّ فيه أنه مرتبط بجهاز الاستخبارات الروسي.
الفضيحة تكمن بكون العملية فشلت بالكامل، إذ حاصر الثوار جميع أفراد الفيلق، المكون من 267 جندياً روسياً في السخنة، وهي بلدة تقع إلى الشرق من تدمر، جُرِح ستة منهم، اثنان كانا في حالة حرجة، قبل أن ينسحب الفوج بأكمله إلى قواعده، وهي إحدى المزارع الضخمة الموجودة بين اللاذقية وطرطوس، طبقاً للصحيفة الروسية، وهذا من الأدلة الدامغة، على أن هناك مليشيات روسية تقاتل إلى جنباً إلى جنب مع قوات بشار الأسد.
7. عملاء استخبارات
في يناير/ كانون الثاني من عام 2013، أطلق الثوار رصاصة الرحمة على وجه الخبير الروسي "سيرغي أليكساندروفيتش بيريزهنوي"، في مدينة داريا في ريف دمشق، وهو "يمضي إجازته في سوريا"، وبرفقته وسيلة إعلامية موالية للنظام ناطقة باللغة الروسية تدعى ANNA (شبكة الأنباء الأبخازية)، "بيريزهنوي" كان ضابطاً في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، خبيراً في الحروب التي خاضها الانفصاليون الموالون لروسيا. كان هذا مثالاً فقط لوجود عملاء الاستخبارات الروس في الأراضي السورية.
8. محطة تجسس
في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 فكك الجيش السوري الحر، محطة تجسس روسية في بلدة تل الحارة جنوب القنيطرة، على الحدود مع إسرائيل.
ويظهر مقطع مصور، بثه الثوار، وثائق معلقة على الجدران، ومكتوبة باللغتين العربية والروسية، بما فيها رموز أجهزة الاستخبارات السورية والمديرية السادسة في جهاز الاستخبارات الروسي الخارجي (GRU)، وكذلك أظهرت الصور بعض الجواسيس من كلا البلدين وهم يعملون على فك الرموز وقراءتها، كما تظهر الخرائط التي تمّ عرضها، مواقع الثوار وإحداثيات لوحدات تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
9. طواويس طواويس.. مقاتلون روس على التلفزيون الرسمي
بالمصادفة، خلال بث التلفزيون الرسمي التابع للأسد أحد تقاريره الإخبارية، الذي كان يبث من "جبهة اللاذقية"، أظهرت القناة آلية عسكرية روسية BTR والتقطت بما لا يقبل الخطأ أحد المتحدثين باللغة الروسية، في خلفية التقرير. كان الناطق بالروسية يعطي تعليمات عسكرية لفريق BTR-82A التي تقصف، ويوعز بالحرف ما ترجمته: "تعالوا بسرعة.. ارموا! أعيدوا الكرّة ثانية.. طواويس، طواويس.. نحن نتحرك الآن!".
وتستخدم مفردة طاووس للدلالة على الجندي الروسي، وهذا يعني أنّ أحد مشغلي هذه الآلية المدرعة هو عسكري روسي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ ناقلة الجند BTR-82A كانت تطلق النار، كما ظهر في المقطع، فهذا بالذات دليل مقنع على أنّ الروس قد انخرطوا في صفوف الجيش السوري.
وأنت تشاهد هذا المقطع المصور، الذي نشره الإعلام الحربي الرسمي التابع لنظام الأسد، وعرضه التلفزيون الرسمي، دقق في الثواني من 02:03 حتى 02:30.. وحاول الاستماع إلى المفردات التي اكتشفها معلقون روس على الفيديو، على النحو التالي:
2:03: ''Давай!'' - تعالوا!
2:06: ''Бросай!'' - ارموا!
2:10: "Ещё раз! Ещё давай!'' - أعيدوا الكرة ثانية!
نسيت أن أخبرك، هذا المقطع نشر بتاريخ 23 أغسطس/ آب.. يعني قبل أيام فقط!
10. سفينة إنزال محملة بالعتاد
في 22 أغسطس/ آب الماضي نشر موقع البحرية التركي - البوسفور، وهو موقع يعنى بالأساطيل البحرية، صوراً تظهر سفينة الإنزال الروسية، من فئة التمساح "نيكولاي فيليتشينكوف" وهي قطعة تابعة لأسطول البحر الأسود، أثناء عبورها مجتازة الممر المائي الأكثر شهرة في إسطنبول، قبل يومين، متجهة نحو وجهة مجهولة في البحر المتوسط.
ولكن الأمر الذي كان ملاحظاً حول السفينة فيلتشينكوف، هو أنّ المعدات العسكرية كانت ظاهرة بشكل واضح على ظهر السفينة، تحديداً شاحنات كاماز، كما أنّ مشهد الأغطية القماشية في الشاحنات، يوحي لك بأن الحمولة الموجودة على ظهر السفينة، لا تقلّ عن أربع ناقلات جند قتالية BTR، بعيداً عن تلك التي يمكن أن تكون موجودة في مستودعات السفينة.
دعنا نلقي نظرة متأملة على صورة السفينة التي لا يبدو أن الروس كانوا حريصين بدرجة كبيرة على إخفاء ما تحمل:
وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، كشفت مدونة أوريكس، والتي تتابع التحركات العسكرية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، أن ناقلات جند من نوع BTR -82A، رست في مدينة اللاذقية الساحلية.
وبشكل يختلف عن ناقلات الجند BTR من جيل الثمانينات التي أرسلتها روسيا سابقاً لسوريا، ومن بينها تلك التي أرسلت العامين الماضيين كجزء من صفقة نزع الأسلحة الكيمياوية، التي أبرمت بين موسكو وواشنطن، فإنّ ناقلة الجند BTR-82A التي رصدت في مدينة اللاذقية، تحمل رقماً هو 111، جرى تمويهه، فناقلات الجند BTR التقليدية لا تحمل أي علامات تكتيكية، وكانت جميعها مطلية باللون الخاكي، كما أن الناقلة التي يجري الحديث عنها هي حديثة جداً، إذ دخلت الخدمة عام 2013.
12. مستشارون أمنيون وتقنيون
"أناتولي سيرديوكوف"، وزير الدفاع الروسي، اعترف أوائل عام 2012، أي قبل أن يتسلم منصبه الحالي، أن روسيا لديها "استشاريون تقنيون وعسكريون" في سوريا.
وهذه التسميات لا تعني بالضرورة ما تعنيه تماماً في الغرب مثلاً، فبرأي "كريس هارمر"، وهو ضابط سابق في البحرية الأمريكية، ويعمل حالياً في معهد دراسات الحرب، أنه "في أمريكا، هناك خط واضح يفصل بين المستشار العسكري، العنصر في الجيش، وبين العنصر في CIA"، لكنّ "روسيا تموه هذه الخطوط الفاصلة".
ولا تخفي روسيا أن لديها خبراء ومستشارين أمنيين يوجهون قوات الأسد، لكنها أيضاً لا تكرر قول ذلك على غرار إيران مثلاً، وهي التي تدعو بشكل مستمر الأطراف السورية إلى طاولة حوار في موسكو.
- ماذا بقي؟
هل تريد أن نضيف الفقرة رقم 13 لتأكيد وجود مئات الجنود الروس يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، دعنا نبسط العملية حتى لا نغرق هذا التقرير بمزيد من الصور.
افتح يوتيوب أو محرك بحث "جوجل"، وابحث عن عبارة "جنود روس يقاتلون إلى جانب قوات الأسد" مثلاً، ولن تفاجئك النتائج، وكانت العديد من وسائل الإعلام التابعة للمعارضة السورية، منها أورينت نيوز، قد نشرت تقارير مصورة تظهر مقاتلين روساً يحملون الأسلحة داخل الأراضي السورية.
وإذا أردت مصادر أقوى، فدقق في هذا التقرير المصور مثلاً، والذي نشر اليوم: