الأربعاء، 6 مايو 2020

حقيقة السلاح الجوي المصري في حرب اكتوبر ٧٣





ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
فى حرب اكتوبر عام 1973 كان كل سلاح الطيران المصري مكون من 220 طائره قديمة مقابل حوالي 450 طائره حديثة للجانب الصهيوني .... كانت طائرات الميج المصريه العمود الفقري لقواتنا الجويه وقتها يقودها طيار واحد فقط يقوم بكل المهام... وكانت طائرات لا تستطيع الطيران لاكثر من ساعه واحده واذا دخلت في قتال لا تستطيع القتال لاكثر من 12 دقيقه فقط وتسليحها عباره عن صاروخين حراريين متخلفين تكنولوجيا وفي معظم الاحوال لم يكن بها مدفع رشاش او رادار يعتمد عليه ..كان الطيار يعتمد على نظره فقط لرصد الطائرات المعاديه بجانب التوجيه الارضي .... في حين ان الفانتوم الصهيونية كانت تستطيع الطيران لاربع ساعات والقتال لساعه كامله ... ومزودة برادار متقدم يستطيع رصد الاهداف المحيطه .. وبها طياران واحد يركز في قياده الطائره فقط والاخر يركز على التوجيه ورصد وضرب الاهداف بثمان صواريخ حديثه غير المدفع الرشاش.

كان كل دور الخبراء الروس تعليم الطيارين المصريين كيف يقلعون ويهبطون بالطائره و لم يحدث ابدا انهم علموا الطيارين كيف يقاتلون بالطائره او حتي نقلوا لهم ايه خبرات او تكتيكات قتاليه .... اعتمد الطيارون المصريون على انفسهم ليتعلموا القتال باسلوب التجربه و الخطأ .... كان الطيار المصري يدخل في الاشتباك بكل روح معنويه عاليه وهو يعلم تماما انه لو نجح فسينقل خبرته لزمايله ... و لو فشل و استشهد فسيقوم زمايله بتحليل الاشتباك والتعلم من الاخطاء ... حتي ابتكروا اساليب و تكتيكات مصريه خالصه وحتي عندما نقلوا بعض التكتيكات الباكستانيه اضافوا لها الكثير ... كانت تبدأ اغلب الاشتباكات الجويه دائما و ابدا بتفوق كبير كما و كيفا للصهاينة ولكنها كانت بتنتهي بنصر كبير و حاسم للمصريين بسبب مفاجأة الصهاينة بتكتيكات و اساليب قتال جديدة لم يروها من قبل.
فبالرغم من الفرق الرهيب في اعداد الطائرات ونوعياتها نجحنا فى قطع يد اسرائيل الطولى والثأر من سلاح الطيران الصهيوني بعد تدميره سلاح الجو المصري في عام 1967 وهو على الارض .... فقد دمرنا فى حرب 1973 اكثر من 85% من سلاح الجو الصهيوني في معارك مباشره لدرجة ان دولة الاحتلال استنجدت بدول العالم الغربي لاستيعاض المئات من الطئرات المدمره ... او بالاصح اعاده تكوين سلاح الجو الصهيوني مره اخرى .... ليتم فتح مخازن حلف الناتو على مصراعيه للصهاينة ... وتصل مئات الطائرات للمطارات الصهيونية بطياريها لمجرد وضع نجمة داوود عليها ثم تطير الى الجبهه.... فكانت مصر بالفعل تحارب منتخب العالم.

من المعروف ان الطيار المقاتل عمله نادره لدرجة ان من بين كل 10 آلاف او 20 الف رجل ممكن ان تلاقى طيار مقاتل واحد فقط .. لان الله سبحانه و تعالي خلق الانسان يمشي على الارض و لا يطير.... فمن الصعب ايجاد انسان اعضاؤه الداخليه و شرايين جسمه تستطيع التمدد وتحمل ضغط الدم و قوة الجاذبيه الارضيه (G-Force) اثناء المناورات الجويه العنيفه والتي تسحب كل الدم من الارجل و البطن في جزء من الثانيه وتدفعه الى الصدر والرأس بسرعه رهيبه تزيد ضغط الشرايين بمعدلات مرعبه قد تتسبب في انفجار شرايين المخ او الاذن اوالعينين بخلاف حاله مشهورة بين الطيارين تسمي بالعمي الاحمر (وجود الدم بغزاره داخل العينين فلا يري الطيار غير سحابة حمراء) .... و العكس عند سحب الدم كاملا في جزء من الثانيه من الدماغ والصدر واندفاعه بمنتى القوه الى البطن والارجل ... مما يتسبب بحاله من العمي الابيض وفقدان الوعي لثواني اثناء قيادة الطائره.
ولذلك تجبر المقاييس العالميه اي طيار بعد عودته من القتال ان يترك طائرته ولا يطير مره اخرى حتي تستعيد اعضاؤه الداخليه عافيتها ويستعيد لياقته الذهنيه .... فيجب ان يذهب الى البيت للراحه ويمنع من مشاهدة حتي ممر الطيران او اي طائره امامه ... وفى اليوم الثاني لا يذهب الى المطار ولكن يقوم بنشاطات استشفائيه مثل (المساج - ساونا – جاكوزي ) .... وفي اليوم الثالث يقوم بتمارين رياضيه استشفائيه مثل السباحه او التنس .... و اليوم الرابع يستطيع ان يذهب الى المطار ولكن لا يطير فيقوم بحضور محاضرات وتلقين ... ولا يسمح له بالطيران قبل خامس يوم.
ولكن بسبب قلة عدد الطياريين المصريين عن طياري منتخب العالم الذين كانوا يواجهونهم .... قرر خير اجناد الارض ان يضربوا بكل هذه القواعد عرض الحائط معرضين حياتهم للموت المحقق ومتخطيين كل قوانين الطاقه البشريه ... فكان معدل الطيار المصري طلعتين بل ثلاثه في اليوم الواحد طوال 18 يوم قتال ... فوصل بعض الطيارين المصريين الى 52 طلعه خلال حرب اكتوبر مقابل 4 طلعات فقط للطيار الصهيوني الذي كان يقابل الطيار المصري وهو مستعد تماما بعد اداؤه كل الخطوات الاستشفائيه الخاصه به.


كان هذا الامر حاسما في انتصار القوات الجويه في اكبر واطول معركه جويه تصادميه في التاريخ (معركة المنصوره الجويه) ... عندما اشتبكت 60 طيارة مصرية مع 160 طياره صهيونية .... كان الطيار المصري يشتبك ويهبط ليمون طائرته وقود وذخيره وهو جالس داخل الطائره ليطير بها مره اخرى ليعود للاشتباك .... لتنتهي المعركه باسقاط 18 طائره فانتوم صهيونية مقابل 6 طائرات مصريه فقط منهم اربع طائرات لنفاذ الوقود في الجو .... ليعود الطيارين الصهاينة لتل ابيب غاضبين من قادتهم لتصورهم ان قيادتهم ضحكت عليهم بتاكيدها انهم سيقابلون على اقصي تقدير 60 طائره مصريه فقط ... في حين انهم وجدوهم اكثر من 150 طائره ..... و ذلك لعدم استيعابهم فكره انهم واجهوا بالفعل 60 طائره قديمة فقط ولكن يقودها الطيارين الوحيدين فى كوكب الارض اللى بيطيروا 3 مرات فى نفس اليوم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحباً سوف نرد على رسالتك في أقرب وقت
Ashraf Heikal

disqus

اعلن هنا

Professionally web design

Translate